مسلم واعتز با مشرف
عدد الرسائل : 42 احترام قوانين المنتدى : الجنسيه : تاريخ التسجيل : 22/11/2008
| موضوع: اطفال غزة يبحثون عن المعادن للحصول على المال السبت نوفمبر 22, 2008 1:43 pm | |
| أجبرت الظروف الاقتصادية العسيرة والصعبة التي يمر بها قطاع غزة جراء الحصار الصهيوني والعالمي المفروض عليه منذ ما يزيد عن الأربعة عشر شهراً، أطفال القطاع للبحث عن بديل لفقرهم وفقر عائلاتهم، فلجأ عدد كبير منهم للعمل في جمع المعادن مثل النحاس والألمونيوم والقضبان الحديدية من أجل توفير لقمة العيش لذويهم أولاً وثانياً لشراء ملابسهم وزيهم المدرسي خاصة وأن العام الدراسي سيلقي بظلاله خلال أقل من شهر.
ويقوم هؤلاء الأطفال بجمع بعض الأسلاك والقضبان الحديدية، وبيعها إلى عربات وسيارات تدور في الشوارع وبين الأزقة وتشتري هذه المعادن، حيث يتم بعد ذلك بيعها لمصانع خاصة بإعادة تصنيعها.أطفال باعة
وقال الطفل محمود صالحة (13 عاماً)، إنه اعتاد منذ بداية الإجازة الصيفية أن يتوجه يومياً إلى مناطق المحررات أو على حدودها ويقوم بجمع الأسلاك النحاسية وأسلاك الألمونيوم والقضبان الحديدية بيعها من أجل أن يكسب المال ليحول ظروف عائلته الغاية في السوء إلى أسرة تقدر على توفير لقمة عيشها.
وأشار صالحة، إلى أنه في بعض الأحيان يقوم ببيع هذه المعادن التي جمعها يومياً، وفي أحيان أخرى كل ثلاثة أيام أو يزيد حسب الكمية التي جمعها، ولفت إلى أنه في بعض الأحيان يحصل على مبلغ لا يزيد عن الخمسة شواكل أما في أحيان أخرى فيزيد ثمن ما جمعه عن العشرين شيكلاً.
أما الطفل سعيد أحمد (14 عاماً)، فأشار إلى أنه يبذل جهداً كبيراً في جمع القضبان الحديدية المتناثرة بين ركام منازل مدمرة والتي يتم الإلقاء بها في منطقة "السوافي"، وقال إنه يستخدم في بعض الأحيان شاكوشاً من أجل تكسير الخرسانة التي تلف على القضيب لإخراجه وبيعه.
وأضاف أحمد، أن هناك مجموعة كبيرة من المواطنين تقوم باستخدام الحديد القديم في البناء حيث يتم تعديله من قبل التجار الذين يشترونه وبيعه للمواطنين، خاصة في ظل ارتفاع ثمن الحديد وعدم توفره في السوق المحلية بسبب شدة الحصار الصهيوني على قطاع غزة.
وذكر أنه في نهاية الأسبوع يكون قد جمع مبلغاً يقرب من المائة أو المائة والخمسين شيكلاً يقوم بإعطاء جزء منها لوالده العاطل عن العمل منذ بداية انتفاضة الأقصى، ويدخر الجزء الآخر من أجل أن يشتري له ولإخوانه الأصغر منه سناً زيهم المدرسي والقرطاسية الخاصة بالمدارس.تجار معادن مستخدمة
وفي المقابل لابد وأن يكون هناك تاجراً يشتري من الأطفال ما جمعوه ويحصل على قوت عياله هو الآخر، حيث قال أبو إبراهيم (45 عاماً) إنه ومنذ بداية انتفاضة الأقصى ضاقت به السبل ولم يبق باباً للعمل إلا طرقه إلا انه لم يكن موفقاً في ذلك فلجأ إلى شراء عربة كارو ويقوم من خلالها بالتجول بين أزقة المخيمات وجنبات الشوارع ليشتري المعادن من الأطفال.
ولفت إلى أنه في الماضي كان الوضع بالنسبة لبيع النحاس والألمونيوم أفضل بكثير مما هو عليه الآن خاصة وأنه كانت في السابق هناك مصانع ومعابر تعمل ، إلا أنه في الوقت الحالي يتم تخزين أغلب المعادن التي تجمع بسبب الحصار الصهيوني المفروض على القطاع وقلة العرض والطلب.
من ناحيته أشار بسام نصيرة، إلى أنه يمتلك سيارة "تندر" ويقوم كل يوم بالذهاب إلى الأسواق الشعبية في المخيمات والمدن في قطاع غزة.
وتمنى نصيرة، أن يتم فتح المعابر وأن يتحسن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة في ظل التهدئة المبرمة مع الاحتلال، مشيراً إلى أن هناك المئات من العائلات المستورة التي لا تقوى على تأمين لقمة عيشها فكيف بها ستقوم بشراء الزي المدرسي لأطفالها، الأمر الذي أجبر الأطفال على البحث عن أية طريقة لجمع المال لشراء زيهم المدرسي أسوة بباقي الأطفال.
إن رحلة العذاب للأطفال وذويهم في قطاع غزة لن تنته إلا بانتهاء الاحتلال الصهيوني والحصار وفتح المعابر وتوفير فرص العمل، ورغم عدم توفر ذلك في هذه الآونة إلا أن الأمل بمستقبل مشرق يبقى يراود الأطفال وذويهم، وهذا يضطرهم للاجتهاد في مدارسهم والحصول على درجات مشرفة في المستقبل تمكنهم من الدراسة في الجامعات والحصول على مراكز مرموقة في المجتمع مستقبلاً إن شاء الله.
|
|
| |
|