توقفت معظم مخابز قطاع غزة عن العمل بسبب نفاد الوقود والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي، كما اضطر السكان هناك لإعدام عشرات الآلاف من الطيور الداجنة بسبب تبعات الحصار، بينما رفضت إسرائيل مناشدات
الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتخفيف حدة الحصار على القطاع.
وقال مراسل الجزيرة في القطاع تامر المسحال إنه من المتوقع أن تعلن بقية المخابز بغزة توقفها عن العمل في وقت لاحق اليوم، وبثت الجزيرة صورا لمواطنين غزيين يصطفون في طوابير طويلة أمام بعض المخابز، التي قررت بيع كميات محدودة من الخبز لكل مواطن، سعيا لتلبية حاجات أكبر عدد من المواطنين.
وفي سياق تبعات الحصار على غزة، اضطر السكان هناك لإعدام عشرات الألوف من الطيور الداجنة، بسبب نقص العلف، ونفاد الغاز الضروري لتدفئة المداجن.
وقال المراسل إن مستشفيات بالقطاع اضطرت لوقف عمل العديد من أقسامها المهمة بسبب نفاد الوقود، وانقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي يهدد بكارثة إنسانية خطيرة لنحو 1.5 مليون إنسان يعيشون في القطاع.
معبر رفح
وفي سياق تداعيات الحصار المفروض على الغزيين نظم مئات الفلسطينيين مظاهرة أمام معبر رفح في القطاع، احتجاجا على عدم السماح لهم بالعبور لأداء مناسك الحج، وناشد المتظاهرون بعض الزعماء العرب بالتدخل للسماح لهم بأداء الفريضة.
وكانت السلطة الفلسطينية في رام الله والحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، قد تقدمتا إلى السلطات السعودية، بقائمتين منفصلتين بأسماء حجاج قطاع غزة، بغرض السماح لهم بدخول الأراضي المقدسة.
الأونروا تحذر
من جانبها حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وقالت المنظمة الدولية على لسان المفوض العام فيها كارين أبو زيد في مؤتمر صحفي بالعاصمة الأردنية عمان، إن الوضع في القطاع "على وشك الكارثة" بسبب الحصار الإسرائيلي.
وقالت المسؤولة الأممية إنه لم يعد هناك لبن أو دقيق أو أي سلع أخرى "ولا يوجد شيء بالمخازن".
كما ناشدت الدول المانحة زيادة حجم تبرعاتها للوكالة، التي قالت إنها على شفا أزمة مالية خطيرة وحتمية، ونوهت إلى أن موازنة الوكالة ستشهد عجزا يصل إلى نحو (160) مليون دولار في الربع الأول من العام القادم.
وشهدت العاصمة الأردنية عمان تظاهرة حاشدة شارك فيها نواب إسلاميون، طالبوا القاهرة بفتح معبر رفح أمام سكان غزة، كما ندد المتظاهرون بما سموه الصمت العربي والدولي عما يجري للفلسطينيين.
تعنت إسرائيلي
غير أن كل هذه المناشدات والتحذيرات لم تستطع أن تغيير موقف إسرائيل، التي أعلنت أمس على لسان وزير دفاعها
إيهود باراك رفضها مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لها، بالسماح لمواد الإغاثة بالدخول لقطاع غزة.
وحمل باراك حركة المقاومة الإسلامية
(حماس) مسؤولية الوضع الإنساني بغزة، وهدد بعملية عسكرية واسعة النطاق على القطاع، إذا لم تتوقف الصواريخ الفلسطينية تجاه إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي
إيهود أولمرت قد وعد الأمين العام للأمم المتحدة
بان كي مون في اتصال هاتفي بينهما بالاهتمام "بشكل جدي" بالأوضاع الإنسانية في غزة، كما أن أولمرت تعهد للرئيس الفلسطيني
محمود عباس أثناء لقائهما يوم الاثنين الماضي "بعدم السماح بحدوث كارثة إنسانية في غزة".