مسلم واعتز با مشرف
عدد الرسائل : 42 احترام قوانين المنتدى : الجنسيه : تاريخ التسجيل : 22/11/2008
| موضوع: مشاعر غزه السبت نوفمبر 29, 2008 12:55 am | |
|
القاهرة – إذا كان في عقد التسعينيات قد ظهرت في مصر أكثر من قضية ارتبطت بما أطلق عليه الإعلام الرسمي وقتها بـ"العائدين من ألبانيا" أو "العائدين من أفغانستان" والذين اتهموا بالارتباط بجماعات مسلحة أو بالتخطيط لأعمال عنف، فإن المصريين العائدين من قطاع غزة مؤخرًا هم أبعد ما يكون عن ذلك. وتظهر تفاصيل حصلت عليها إسلام أون لاين.نت لرحلة قام بها إلى القطاع ثلاثة من المصريين المتعاطفين مع غزة المحاصرة - أن الرغبة في إبداء الشعور بالتضامن مع الغزاويين هي فقط التي دفعتهم إلى التوجه للقطاع حين فتحت الحدود المصرية الفلسطينية لمدة عشرة أيام تقريبا. طالب جامعي غزة، كانت دائما ما تشده منذ أن سمع من جده الراحل عن زياراته المتكررة لها حينما كانت الحدود مصرية فلسطينية بعيدًا عن قيود المحتل، لكن الأسلاك الشائكة وخوفه من الاعتقال دائما ما كانت تثنيه عن حلمه بالذهاب إليها. استيقظ حسام الطالب بكلية التجارة بجامعة القاهرة صباح الأربعاء الموافق 23 يناير الماضي على نبأ انهيار معبر رفح بين قطاع غزة ومصر، فحمل مصروفه الشهري بعد أن تأكد من وجود بطاقة هويته الشخصية ومفاتيح منزله معه، ليخرج بصحبة اثنين من أصدقائه متجهين لمدينة رفح كأقصى مكان يمكن أن يرى منه أطراف مدينة غزة. وبعد عشر ساعات قضاها في الطريق بين القاهرة ورفح المصرية، وصل حسام في الثانية من صباح يوم الخميس إلى مدينة رفح. وانساق وراء المارة، دون أن يحدد نقطة تواجده ليغوص بين ثكنات مدمرة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل وظلام دامس بفعل انقطاع الكهرباء إثر الحصار المفروض على القطاع. وبدأ الضجيج يبتعد رويدًا رويدًا، ليقف حسام وصديقيه في مكان لا يعرفونه ويسألون أين نحن؟ جاءته الإجابة: أنتم بالشبورة (مخيمات مدينة رفح الفلسطينية). صاحب الصوت كان يحمل رشاشا ويرتدي زيا عسكريا، وبعد حديث طويل علم حسام أنه أمام أحد "المرابطين" (الذين يقفون على الثغور لحمايتها) وينتمي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس". ورابط معه حسام وأصدقاؤه حتى الصباح ليتعرفوا على كيفية دفاع المقاومة عن الأراضي الفلسطينية. وفي الصباح استأجر حسام وصديقاه سيارة للتجول بها في قطاع غزة لتنتهي به الرحلة أمام تلك النقطة التي دخل منها إلى القطاع وهي بوابة صلاح الدين (البوابة الحدودية بين قطاع غزة ومصر).
وقبل أن يعبر للجهة المصرية توقف حسام للحظات يفكر: هل بقاؤه في غزة وانخراطه في المقاومة هو السبيل لحل القضية الفلسطينية؟ أم العودة لأرض الوطن ومساهمته في توصيل المآسي التي شاهدها وعايشها على مدار 48 ساعة إلى العالم بأثره ستكون أفضل؟ وبعد أن انتهى مع أقرانه لتبني الخيار الأخير، عاد الثلاثة إلى القاهرة، وهنا يقول حسام لإسلام أون لاين: "كنت أنتظر انتهاء إجازة نصف العام حتى أعود إلى الجامعة وأروي لزملائي تفاصيل رحلتي ومعاناة أهالي غزة هناك، ولكن تم استدعائي من قبل الأمن فور عودتي". وأَضاف "تم احتجازي من قبل الأمن لمدة خمس ساعات دون أن يذكر لي أحد سبب تواجدي، ثم جاء ضابط ليحقق معي". "سألني الضابط -يروي حسام لإسلام أون لاين.نت- عدة أسئلة لماذا ذهبت إلى غزة؟ ومن قابلت؟ ولماذا؟، ومتى عدت؟، وهل طلبت الانضمام للمقاومة؟ ولماذا حماس وليس غيرها من المقاومة؟، وهل اتفقتم على المشاركة في عمليات استشهادية وفي أي مكان تحديدا؟". وبعد تحقيق استمر لخمس ساعات أخرى تم الإفراج عن حسام بعد كتابته تعهدًا بإبلاغ الأمن في حال اتصال أحد من كتائب القسام به. طبيب من الإسماعيلية ومن القاهرة إلى مدينة الإسماعيلية (شرق)، خرج "أحمد. ن" الطبيب في جراحة العظام يوم 24 يناير متجها إلى مدينة غزة ضمن إحدى القوافل الإغاثية المصرية، كما أكدت والدته لإسلام أون لاين. وقالت "صباح الخميس (اليوم الثاني من فتح المعبر) أخبرني أحمد أنه سيذهب إلى غزة لإجراء عدد من الجراحات للمصابين جراء القصف الإسرائيلي، ومكث هناك ثلاثة أيام، لم يتمكن خلالها من إجراء سوى عملتين جراحيتين، نظرا لنفاد المواد اللازمة لذلك من المستشفيات وفقا لما قاله لي أحمد بعد عودته". وتوضح والدة الطبيب البالغ من العمر 32 عامًا "فوجئنا بعد ذلك بعدة أيام باستدعاء أمني لابني، ولم نكن نعرف السبب حتى تم احتجازه، وأكد محاميه أنه يجري التحقيق معه في الوقت الحالي بسبب زيارته لغزة وإمكانية انضمامه للمقاومة الفلسطينية"، نافية أن يكون ابنها طلب من المقاومة الانضمام إليها. ولا يزال حتى يوم أمس الأحد الطبيب أحمد رهن الاحتجاز. من الإنترنت إلى القطاع ومن شرم الشيخ جاء إلى غزة محددًا هدفه وهو الانضمام للمقاومة الفلسطينية، وما إن وصل الطالب الجامعي خالد ابن الـ19عامًا، إلى خان يونس حتى قابل صديقه الفلسطيني مصطفى الذي تعرف عليه عبر الإنترنت، وكانت حكايته عن بطولات المقاومة الحلم الذي قفز إلى ذهن خالد بمجرد سماعه نبأ فتح المعبر. ويروي خالد قائلا: "طلبت من مصطفى الانضمام للمقاومة، وذهب بي إلى إحدى قيادات حماس لكنه شكرني، وأكد لي أن التعريف بمأساة الشعب الفلسطيني من جانب الإخوة في مصر هو الجهاد ذاته، وقام بتوصيلي بنفسه إلى المعبر مرة أخرى لأعود للقاهرة". تلك التفاصيل رواها خالد لضابط الأمن الذي حقق معه بعد عودته بتهمة "التسلل إلى قطاع غزة"؛ بهدف القيام بعملية استشهادية، قبل أن يفرج عنه. وإجمالا، تم احتجاز نحو 600 مصري عائدين من قطاع غزة خلال الأيام الماضية، حسبما نقلت رويترز عن مصادر أمنية مصرية. وقالت المصادر ذاتها: إن "معلومات وصلت لأجهزة الأمن تفيد أن بعض العناصر المصرية تمكنت من دخول الأراضي الفلسطينية بعد فتح المعبر، وإن بعضهم حاول الانضمام إلى حركة حماس للجهاد ضد إسرائيل إلا أن الحركة طلبت منهم العودة إلى مصر بعد تقديم الشكر لهم". وقدَّرت المصادر عدد المصريين الذين دخلوا قطاع غزة بعد اقتحام الحدود بنحو 20 ألف مصري بعضهم دخل للتجارة أو لزيارة أقارب لهم على الجانب الفلسطيني. وأغلقت مصر الحدود مطلع فبراير الجاري بعد أن تدفق مئات الألوف من الفلسطينيين الواقعين تحت حصار الاحتلال الإسرائيلي على شبه جزيرة سيناء للتزود باحتياجاتهم من الغذاء والوقود والدواء. |
| ش | |
|