و منذ ذلك اليوم أنضم عكرمة الى موكب الدعوة فارس باسل فى ساحات القتال عباد قوام قارئ لكتاب الله فى المساجد
فقد كان يضع المصحف على وجهه و يقول : كتاب ربى .... كلام ربى ......و هو يبكى من خشية الله عز و جل .
بر عكرمة بما قطعه للرسول (صلى الله عليه و سلم) فما خاض المسلمون معركة بعد اسلامه الا و خاضها معهم و لا خرجوا فى بعث الا كان طليعتهم .
حتى اذا جاءت معركة اليرموك و لما أشتد الكرب على المسلمين فى أحد المواقف نزل عكرمة عن جواده و كسر غمد سيفه و أوغل فى صفوف الروم
فبادره خالد بن الوليد و قال له : لا تفعل يا عكرمة فان قتلك سيكون شديدا على المسلمين .
فقال عكرمة : اليك عنى يا خالد ... فلقد كان لك مع الرسول (صلى الله عليه و سلم) سابقة , أما أنا و أبى فقد كنا من أشد الناس على رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فدعنى أكفر عما سلف منى
ثم قال :لقد قاتلت رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فى مواطن كثيرة و أفر من الروم اليوم ؟؟؟؟؟؟ ان هذا لن يكون أبدا .
ثم نادى فى المسلمين و قال : من يبايع على الموت ؟؟؟
فبايعه عمه الحارث بن هشام و ضرار بن الأزور فى أربعمائة من المسلمين فقاتلوا دون فسطاط خالد بن الوليد أشد القتال و ذادوا عنه أكرم الذود .
و لما انجلت معركة اليموك عن ذلك النصر المؤزر للمسلمين كان يتمدد على أرض اليرموك ثلاثة مجاهدين أثخنتهم الجراح هم : الحارث بن هشام و عياش بن أبى ربيعة (أبن عم خالد بن الوليد ) و عكرمة بن أبى جهل ,
فدعا الحارث بماء ليشرب و عندما قدموا له الماء نظر اليه عكرمة فقال الحارث : أدفعوا اليه الماء فلما قربوا الماء من عكرمة نظر اليه عياش فقال : عكرمة ادفعوا اليه الماء . فلما دنوا من عياش وجدوه قد فارق الحياة فلما عادوا الى عكرمة و الحارث وجدوهما قد لحقوا به ايضا .
رضى الله عنهم أجمعين و سقاهم من حوض الكوثر شربة لا يظمأون بعدها و حباهم خضراء الفردوس يرتعون فيها الى الأبد .
الى هذا الحد أنتهى النص المنقول بتصرف من كتاب صور من حياة الصحابة للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا صفحات من 117 الى 126
بقى ان نتعرف على أحدى شخصيات القصة و أحد المشاهد الرائعة لأمرأة مسلمة :
* من تكون هند بنت عتبة ؟؟
و لماذا أنتقبت أمام الرسول (صلى الله عليه و سلم) بعد الفتح ؟؟؟؟؟
ان هند بنت عتبة هى التى مثلت بعم الرسول (صلى الله عليه و سلم) و سيد الشهداء و الأسد المغوار سيدنا حمزة بن عبد المطلب يوم أحد و هى زوج أبو سفيان و أم سيدنا معاوية رضى الله عنه .
و قد انتقابها خجلا من الرسول (صلى الله عليه و سلم) بعد ما فعلت وقت ان كانت على الشرك من عداوة للأسلام و المسلمين .
* أما المشهد الرائع و المضيئ حقا لأمرأة مسلمة فهو موقف أم حكيم زوج عكرمة التى فى جاهليتها خرجت مع نسوة من قريش يوم أحد وراء صفوف صناديد الجهل و الشرك
يضربن الدفوف تحريضا على قتال المسلمين و تثبيتا لفرسان الجهل و الشرك فى مواجهه راية لا اله الا الله محمد رسول الله .
هذه المرأة بعد ان أسلمت ماذا كان موقفها مع زوجها و مع غلامها الرومى ؟؟؟؟؟
الى هذا الحد أرى قلمى يقف عاجزا عن التعبير عن روعة موقف كل من جاء ذكره فى هذه القصه الرائعه التى لو فعلا قرأناها و فهمناها بتروى ربما تغيرت كثير من مواقفنا و أحوالنا
هل تساعدونى أثابكم الله بأن يكتب كل منكم نصيحة لأخوانه و أخواته المسلمين من خلال العبر و المواعظ و الدروس المستفادة من هذه القصة ؟؟؟؟؟؟
أعرف انكم لن تخذلونى ان شاء الله
و أعتذر اشد الأعتذار لأطالتى عليكم و لكن سامحونى فحبى لكم جعلنى أحب لكم ما احبه لنفسى فعلا و من حلاوة القصة لم استطع اختصارها اكثر من هذا .
أنتظر نصائحكم بارك الله لكم و فيكم و فى أهليكم و فى أرزاقكم .
و ليكن لقاءنا فضلا لا أمرا على الرابط التالى
https://moslemon.yoo7.com/montada-f1/topic-t9.htmدمتم بكل خير
[b]