الوقوف دقائق حداد، لا هي … ولا هي من عادات الآباء والأجداد !

الوقوف دقائق حداد، لا هي … ولا هي من عادات الآباء والأجداد ![/align]

[align=center]بقلم:
د.هاشم الرفاعي،
إمام وخطيب مسجد سلمان الفارسي برأس الخيمة[/align]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
إن مما يجيش بالخاطر… ما نراه اليوم من التشبث بكل ما هو غريب على الإسلام وتقاليد وأعراف المسلمين والذي هو من التقاليد الباليه والعادات الدخيلة على أمتنا التي تأتينا عادة من الغرب الذين تغرب عليهم الشمس لا تشرق. يتم التلبس بهذه العادات دون وعي وإدراك لمخاطرها لاسيما عندما تتصادم مع معتقداتنا الإسلامية.

ومن تلك العادات الدخيلة التي يجب الحذر منها بل اجتنابها هي التي قد تؤدي بصاحبها إلى الوقوع في الابتداع في دين الله وتشوه نقاء وصفاء الصراط السوي والهدي الصحيح في الإسلام الذي لم يرتضي لأتباعه أن ينساقوا خلف سفاسف الأمور التي لا أصل لها ولا مستند يعضدها من كتاب ولا سنة.

وانطلاقاً من قول المولى عز وجل: ((وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين))، وقول المصطفى- صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة…)، نود أن نحذر من أمر جِداًّ خطير، وهو بدعة القيام دقيقة أو أكثر حداداً على ميت ما أيّاً كان – بدعة لم ينزل الله بها من سلطان. فقد قال الله - عز وجل: ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) سورة النساء الآية (115). وصح في مسند الفردوس للديلمي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنّ النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس منا من اتبع سنة غيرنا). وعليه، قد لا نجد مخرجاً لأيٍ كان إذا حاد عن الصراط المستقيم وأستن بسنن بدعية ليس لها في دين الله برهان ولا دليل، فيضل عن هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - القائل: (ألا إن خير الهدي هدي محمد)، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

وقد قال الإمام مالك، إمام دار الهجرة – رحمه الله: (كلُ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر – [مشيراً إلى قبر النبي ] – صلى الله عليه وسلم). لذا لا يجوز لك أيها المسلم أن تقف حداداً لا على النبي - صلى الله عليه وسلم، ولا على الآخرين بدءاً بالصديقين والشهداء والصالحين، ولا غيرهم. وإذا كان الأمر كذلك إذن من باب أولى أن لا تقف على كافر أو مشرك هلك. ولنحذر من التشبه، فقد خرّج الإمام مسلم في صحيحه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من تشبه بقوم فهو منهم). لكن إن أردت أن تنفع الميت المسلم فعليك بما نصحك به الناصح الأمين، الصادق المصدوق– صلى الله عليه وسلم - حيث قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). (صحيح مسلم - كتاب الوصية - عن أبي هريرة، رضي الله عنه).

هذا والله أعلم – وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله أجمعين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين - وما علينا إلا البلاغ.


وفي الختام، احفظها فإن فيها ذكراً لله ولرسوله – صلى الله عليه وسلم – أقرأها وتدبرها وتعلمها وافهمها وانتبه لما بها واحفظها لتنصح بها الآخرين وعممها على من عرفت ومن لم تعرف، وعلى من تراه ومن لا تراه، جزاك الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته….

""[align=center]" منقووووووووووووووووول ...ودمتم في رعايه الله وحفظة واتمنى ان يكون ما نقلته مفيداً